الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

إلى جنودنا وحُرّاس أمننا - حرسهم الله -


إلى جنودنا وحُرّاس أمننا - حرسهم الله -

 

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

 

 وأسأل الله أن يعلي درجاتكم, وأن يغفر ذنوبكم, وأن يصلح نياتكم وذرياتكم, وأن يخلفكم في أهليكم خيراً, فارقتم الأهل والولد , وسهرتم, وحرستم, ولازمتم الثغور والحدود, تراقبون بعين ساهرة, وتتابعون بقلب واع, تدفعون عن هذا البلد الكريم  من يريد إفساده, والعبث بأمنه , تظلُّكم الشمس بحرِّها , والصيف بوهجه , أو الشتاء بزمهريره , والبرد بقروسته, وأنتم قائمون بأعمالكم, طاعة لمولاكم ثم لولي أمركم, دفاعاً عن دينكم وعن المسلمين, تردون الباغي, وتكسرون العاصي, وتدفعون المعتدي.

 

عملكم لا يستطيعه أي أحد , ولا يقوم به كل أحد , خصَّ الله به من شاء, وامتن به على من يريد.

 

هنيئاً لكم يا رجال أمننا:

 

فأنتم تنصرون راية التوحيد, وتقومون بحمايته وحماية الحرمين من عبث العابثين, وتخريب المفسدين.

 

هنيئاً لمن صحت نيته وهو مرابط في عمله, يحمي عورات المسلمين, ويذود عن بلدهم, محارباً من يريد تمزيقه, وتفريق جماعته.

 

إني لأغبطكم -يا جندنا- على رباطكم في أعمالكم فقد أعد الله للمرابطين في سبيله أجراً كبيراً, وخيراً وفيراً لمن احتسب ذلك عند الله.

 

وإني أدعو كل رجال أمننا -غفر الله لهم وجزاهم خيراً- أن ينووا عملهم لله, وأنهم بعملهم يدفعون الغوائل عن خير بلاد المسلمين , وأدعوهم أن يحتسبوا جلوسهم للمراقبة وغدوتهم وروحتهم وذهابهم وإيابهم ونومهم في سبيل الله, فإذا فعلوا ذلك فليبشروا بما بشرهم به رسولهم صلى الله عليه وسلم بقوله: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ) متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم:(ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار) أخرجه البخاري.

 

وقال عليه الصلاة والسلام: ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها ) رواه البخاري.

 

وقال صلى الله عليه وسلم:( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان ) أخرجه مسلم.

 

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من رابط ليلة حارساً من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى).قال الهيثمي:(رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات).

 

ومن قتل من هؤلاء المرابطين من رجال أمننا فيرجى بإذن الله أن يكون مع الشهداء, وكذلك من يصاب منهم نحتسب على الله أن يعطيه أجر الشهداء, أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك).

 

الله أكبر ما أعظم أجر المحتسب من رجال الأمن, الله أكبر ما أعظم فضل الله عليه.

 

أبشروا يا رجال أمننا كل في مجاله وأملوا في الرحمن خيراً فأنتم تقومون بحماية الضروريات الخمس التي أوجب الله حمايتها وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

 

أسأل الله أن يحسن عاقبتكم وأن يحفظكم وأن يسدد رميكم وأن يكبت عدونا وعدوكم وأن يربط على قلوبكم وأن يبارك لكم في أعماركم وأعمالكم وأهليكم وذرياتكم وأموالكم وأن يجعلكم من أنصار دينه, وأن يخذل الله على أيديكم كل عدو متربص.


والسلام عليكم ورحمته وبركاته

 

 

كتبه أخوكم والداعي لكم /

 

د.محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح

عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء